يخسر المكان الفيزيائى الكثير من مفرداته و ملامحه حين ينقل الى اللغه .
كيف تكتب الرواح عنيفه او عذبه ؟ كيف تمتلك الالوان حضورها الاصلى فى مشهدها المرتجل ؟
ربما كان الحل على طريقه العبقرى الذى لا اذكر اسمه " تحويل النص مكانا للاقامه "
او الاخد بالراى بعبقرى اخر " عن جعل كتابه المكان سبيلا لاكتشاف الفضاء من خلال توظيف ضمير
متكلم فى نقل ما يمثل بصوت الجماعه "
فليكتب الواحد منا ما لديه من حكايات , لان الحكايات وحدها من ينهى مفعول الالقاء على الحائط
حين تنقل مكانا ما من الغياب الى الحضور , من منفى المشافهه الى موطن اللغه .
هى وحدها من يضىء طريق الهويه و تقتل بالتغيب .
الحكايات موسوعه الحياه التى تمليها افواه الامكنه فى اعلانها الحر عن نفسها , فمن صنعوا اوطانا
لم يصنعوها الا بوثائق هى حكايتهم عمن من عاش . بنوع و طريقه ما عاشه .
و تتكرر الحكايه و تنتقل فقط لانها حكايات تروى , و جماعه تفعلها .
فى موطنى حكايات كثيره , حب و فرحه وحزن و موت , و نعبر عنها بنفس الطريقه فى التغيب .
تكرار الحكايه مره وراء المره يفقدها طعمها الشهى الذى لا غنى عنه , و يقتلها و تظهر تاريخ انتهاء
صلاحياتها بالنسبه الينا .
تكرار الكلام يربك المشاعر و العقول , وحن من يعشق التكرار .
فى الحياه "حب و موت " . يعيش من يبحث عن احداهما ليصل الى الاخر فى منتهاه .
و نكرار السؤال على مر الزمان " هل حصلنا على الحب الكافى ؟؟"
اذا كنا لا نعرف مقدار للكفايه .
Gehad Mousa