الثلاثاء، 2 فبراير 2010

لك الحمد يا الله...

لك الحمد ...


بداية .. لأني عشت معظم حياتى غريبا وعندما بحثت حولى لم اجد سوى مزيدا من الفراق والغربة , ولكن لم تلبث أن انقشعت غيوم الغربة وتلاشى ضباب الوحدة
رغم ان هذه الغربة كانت فى وطنى وبين اسرتى ..
فغربتى لم تكن سفرا خارج حدود بلادىولكنها كانت شعورا سيطر على عندما شعرت أن من كنت احسبهم اصدقاءو أحبابا ظهروا على حقيقتهم , ..فانا فعلا اصبحت غريبة

غربتى كانت لانى حسبت انى فى بلادى وانه كل ما املك ولكنى وجدت انها ليست بلادى وان الدنيا تحالفت على فجرتنى الحياة ان اصير.... غريبة

غربتى كانت انى حسب انى ساقدم الكثير والكثير لهذا الوطن وعندما بدأ العمل وجدت من حولى يتغيرون فوجدت نفسى ...غريبة
غربتى كانت انى حسبت انى فى اسرتى وبلدى ولكن تبين لى العكس فاصبحت اجد من حولى يضطرنى الى ان اصبح ..غريبة
ولكني تغلبت على ذلك وعدت , أصبت ببعض الضربات القاضية أفقدتني التركيز فترة من الزمن ولكن لم انتظر إلا أن عدت , ولكن عودتي كانت بعيدة عن الواقع فبعد أن كنت أسير في هذه الدنيا تاهئا بلا هدف أعيشه , كنت أذاكر ؟ نعم ..ولكن لماذا ؟ لا لشيء فأنا أذاكر من أجل المذاكرة , كنت أصلي ؟ نعم..ولكن لماذا ؟ لم أسأل نفسي هذا السؤال من قبل فالصلاة عماد الدين , أحافظ عليها ولكن لماذا ؟ اكتشفت حقيقة مرة في هذه المرحلة وهي أني مسلم عبادته أصبحت لا تخرج عن كونها عادات .. نعم أنا كنت كذلك فوالدي كان يأمرني بالصلاة في صغري حتى تعودت عليها .. صحيح أني عشت الصلاة فترة طويلة ولكن يبدوا أنها ضاعت وسط هذه الدوامة فأصبحت عادة , وكذلك كافة العبادات , فأنا أتحدث عن الصلاة لأنها بصلاحها يصلح سائر العمل , استمرت معي هذا الواقع حتى انى لم اعد افكر بل اصلى من اجل الصلاة
جلست مع نفسي , أسألها لعلها تعرف , من أنا ؟
ولكن نفسى خذلتنى ..ولم تستطع الاجابة
وبدأت أبحث عن هذا الصديق الذي يقربني إلى الله , فلقد تعرفت على الكثير ولكني لم أجد في أحدهم ذلك الذي يقربني إلى الله , صحيح أتعبني ذلك فلا زلت أشعر بالغربة ,ولكني صبرت وتمسكت بمبادئي , ولم ألبث إلا أن منّ الله عليّ ببعض الأصدقاء الذين ملئوا علي حياتي نعم هولاء ..كيف نسيتهم ؟
هولاء الذين وجدتهم بجوارى فى اشد الازمات والمحن ..هولاء الذين كانوا حولى ولم اشعر بهم الان
نعم عرفت ما كان ينقصني , فعدت إليهم بكل لهفة الدنيا , أحببت الناس جميعهم , وارتبطت بهم , أسرتي الحبيبة التى كنت فقدت الامل فى ان ارها مرة اخرى ملاذي ودرعي .. العمل معهم هو روح حياتي , أصبحت متعتي في الحياة العمل العام لمن حولى الخروج إلى الشوارع إلى الناس , فبعد أن كنت اراهم ولا احاول ان افهمهم ..اصبحت أنا من أقتحم حياتهم لأعرفهم على نفسي وأتعرف عليهم بعد أن كنت وحيدة أصبحت أعرف الكثير والكثير...
أصبح لدي الكثير من الأصدقاء ومن الاشخاص الرائعين .. حمدا لله
يا الله لقد كانت مرحلة صعبة جدا في حياتي , ولكنها مرت ولله الحمدوالفضل لله .. مرت بكل ما تحمل من خير وشر , لكني لا زلت أذكرها وأحب أن أفكر فيها , فهي علمتنى الكثير وجعلتنى انظر الى من كانوا حولى فالحمد الله
تعلمت منها ومن قبل ذلك في غربتي الكثير , فأول هذه الأمور هي الثبات على الأمر , فكما يقال جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة , تعلمت أن أحزن .. نعم أحزن ولكن على معصيتي أو على ما يحدث لديني لا أحزن على ما فاتني من الدنيا , فهذه الدنيا لا تستحق البكاء عليها ... لك الحمد من قبل على نعمة الإيجاد فلقد أوجدتني بشرا سويا , ثم أنعمت علي بأن جعلت أبواي مسلمين ثم هديتني إلى طريقك طريق الهداية , هديتني لطريق لطالما كان بعيد عنى ..اصبحت اعيش لمن حولى ولمن يحتاجنى فله حياتي فتحت له قلبى وروحى
لك الحمد يا رب لك الحمد