الخميس، 20 ديسمبر 2012

تكرار الحكايه ..



يخسر المكان الفيزيائى الكثير من مفرداته و ملامحه حين ينقل الى اللغه .

كيف تكتب الرواح عنيفه او عذبه ؟ كيف تمتلك الالوان حضورها الاصلى فى مشهدها المرتجل ؟ 

ربما كان الحل على طريقه العبقرى الذى لا اذكر اسمه " تحويل النص مكانا للاقامه " 

او الاخد بالراى بعبقرى اخر " عن جعل كتابه المكان سبيلا لاكتشاف الفضاء من خلال توظيف ضمير 

متكلم فى نقل ما يمثل بصوت الجماعه " 

فليكتب الواحد منا ما لديه من حكايات , لان الحكايات وحدها من ينهى مفعول الالقاء على الحائط 

حين تنقل مكانا  ما من الغياب الى الحضور , من منفى المشافهه الى  موطن اللغه . 

هى وحدها من يضىء طريق الهويه و تقتل بالتغيب . 

الحكايات موسوعه الحياه التى تمليها افواه الامكنه فى اعلانها الحر عن نفسها , فمن صنعوا اوطانا 

لم يصنعوها الا بوثائق هى حكايتهم عمن من عاش . بنوع و طريقه ما عاشه . 

و تتكرر الحكايه و تنتقل فقط لانها حكايات تروى , و جماعه تفعلها . 

فى موطنى حكايات كثيره , حب و فرحه وحزن و موت , و نعبر عنها بنفس الطريقه فى التغيب . 

تكرار الحكايه مره وراء المره يفقدها طعمها الشهى الذى لا غنى عنه , و يقتلها و تظهر تاريخ انتهاء 

صلاحياتها بالنسبه الينا . 

تكرار الكلام يربك المشاعر و العقول , وحن من يعشق التكرار . 

فى الحياه "حب و موت " . يعيش من يبحث عن احداهما ليصل الى الاخر فى منتهاه . 

و نكرار السؤال على مر الزمان " هل حصلنا على الحب الكافى ؟؟" 

اذا كنا لا نعرف مقدار للكفايه .





Gehad Mousa



ليست هناك تعليقات: