الجمعة، 21 ديسمبر 2012

عن الروح

بما ان الحكايات موسوعة الحياة التى تمليها أفواه الأمكنة في إعلانها الحر عن نفسها ، فمن صنعوا 

أوطانًا لم يصنعوها إلا بوثائق هي حكايتهم عمن من عاش .

فحق لى ان اكتب حكايتى انا الاخرى .

أختنا الكبيره : كيف الحال ؟ .

عندما دونت الرساله هذه على ورقى كانت الساعه تقارب 6.58 فجراً . اى قبل تحضير حقيبتى و 

الإنطلاق الى طريقى .

لاشىء سوى غرفةٍ بارده دهمها شتاءً هو اقسى الشتاءات منذ سنوات منصرمه , فراغً مبهر تصالحت 

معه منذ زمن , كل الاحياء يتجهون نحو موتٍ مجازى , لا اراهم ألا كما ارى ذاتى . 

شاحبه . تائهه . 

نوباتُ شقيقه اكتشفها طبيب باجهزته الاستشعاريه المتطفله على دماغى , اشارات اكاد لا افهمها

 إلان الايماءه وحدها افهمتنى باقى ايامى القليله للحياه تماشياً مع المرض .

خلال فتره التغيب حدثت اموراً مبهمه غير انها تحمل بداخلها شىء من ألاهميه , اعنى تلك الإمور

سوف تنمو لتصير اساس العجله التى تقود مجرى حياتى ,نحو هلاك محتم ,لعل الإخطر قرارى بإيداع 

الدراسه حيث لن أقدم موادى لهذا العام ولا لاى عامً أخر.

تعبت ُ من هبات أمى و اصدقائى اللذين احبهم ,لفتره لازمنى شعور انى شحاذ من صنف رفيع . 

البيوت تتاملً هادئه صباح المارين متوجسين من يوم ثقيل ربما .

فى درب العوده أتخيلنى ممتطيا فرسا مع أبى , حركه الناس إعتياديه .

فيروز تغنى فى الصباح اشعر بها , " إنى اهذى " ليس هناك علاقه بين فيروز و الصباح ....إلا انا !. 

اسمعى اختى ساقرا لكِ شيئا ً لا اعلم من قاله " عندما تتصالحُ مع الموت و تتقبل فكره موتك 

الشخصى تصيرُ حراً لتحيا , تكف عن المبالاه بسمعتك وما يقولهُ الناس عنك ,ولا تبالى بغير الحياه 

من اجل يقين تؤمنُ بهُ "

كل شىءٍ مبتور فى هذا الركن الصغير من العالم , العالم الموصوفُ وفق مخيله رسام و فراغ رمادى , 

عزله تومض فى العينِ رغم إغماضها .... إشاره حلم بائس .

أختنا الكبيره : ألام مستقر فى الجزء الامامى للدماغ أعلم استعدادهُ للهبوط الى العين سابادره 

 بضربه و اركن للنوم كونه الحصن المنيع

أجل أختنا اطمئنى ,لازلت احيا ...



عن الروح لما تزور احلامى .... حلمت بكِ يا صديقه امس ..

عن ألم عشته مع صديقه لى ..لازلت تعطينى دروسا فى التأمل و الحياه رغم انها فقدتها , لا بل 

الحياه من فقدتها وليس هى ..

يوما حدثتنى وقالت "أن النوم هو الحصن المنيع لها من الشعور بألم ..و الموت جاءها وهى نائمه ...

اختى الكبيره ... روحك مازالت بيننا , احضرت دفترك معى لاقرائه بين الحين والأخرى . 


Gehad Mousa


ليست هناك تعليقات: